نظمي يوسف سلسع: الناشر والمدير العام المسؤول لمجلة الأندلس: اول مجلة عربية اسبانية تصدر من مدريد منذ عام 1985

طواحين الهواء الثورية تصل الى لبنان .. بقلم : نارام سرجون

لن أكترث بعد اليوم بما يكتب عن الثورات العربية .. ولن أعبأ بالبحث في القواميس عن الخطأ والصواب وعن الثورة والثوار .. ولن أكترث بأولئك الذين لايملون ولاتمل أقلامهم النفخ في طواحين الهواء الثورية .. وينفخون في أجنحتها علها تدور بقوة الصراخ بالأفواه والحناجر أو لعلها تتزحزح من ضجيج الاقلام في صحف الجهل وتئن وتصطك مسنناتها وتدور ببطء وتطحن عظام النظام السوري ..
سنتركهم ينفخون النفخ الثوري وعندما نعود اليهم قريبا ستجدون أن من تحطم هو الطاحونة وأجنحة الطاحونة .. فكما قال لي أحد الثوار المحبطين أنه لم يعد لديه شك من أن تماسك النظام السوري أمام هذا التحالف الدولي يعود اما لأنه مؤيد بالملائكة أو بالشياطين .. فقد تبين للجميع أن عظام النظام السوري أقوى من قوة الطواحين والرياح الثورية ورياح الربيع والشتاء .. حتى أن مسننات الطاحونة التي طحنت عظام أربع دول عربية بأنظمتها وعظام أربعة زعماء تلكأت وطقطقت وتعثرت وعلقت كأنها تمضغ الفولاذ .. ولم تفتك بعظمة واحدة من عظام النظام السوري ..لا المؤسسة الأمنية انهارت .. ولاالجيش القوي وهن… ولا الديبلوماسيون قفزوا من المراكب .. ولاالشعب أصابه الشك ..وبالطبع ليست الملائكة من يساندنا وليست الشياطين ..

لكن فيما النافخون على الطواحين الثورية ينفخون وتحتقن وجوههم وتزرقّ سنتابع رحلة بحثنا ونحن نضحك وننشد لهم نشيد أبي نواس الشهيرالذ سخر فيه من شعراء الجاهلية الذين يقفون على الأطلال فيقول:
عاج الشقي على رسم يسائله …وعجت أسأل عن خمّارة البلد
دعوهم يبحثون عن شرعية الثورات العربية وطهوريتها وغشاء بكارتها ومبرراتها .. وبالطبع لن نتبع أبا نواس الى خمارة البلد وسنترك ذلك لبعض أصدقائي القدامى الذين أعرف أنهم لايغادرون الحانات الا ليغردوا في مجلس استانبول ويغنوا أغنية (هل رأى الناتو سكارى مثلنا ؟؟) .. بل سنعوج على بعض الاسرار والملاحظات كي نفهم تخبطات الثورة السورية ونفككها ونرسم مستقبلها القصير جدا .. وسيكون نشيد أحدنا عندها:

عاج الشقي على ناتو يسائله …ورحت أحضن جيشا قد حمى بلدي
تدلف الأحداث السورية الآن الى زواريب وكواليس لايتوقعها أحد .. لكن الراسخين في العلم السياسي يقولون ان الثورة السورية تتسكع بين المناطق العازلة وكلما لجأت الى منطقة عازلة ومحمية دفع بها الى منطقة عازلة أخرى .. فوصول مراكب الثوار الى طرابلس وشمال لبنان لم يكن باختيارها .. بل هو المكان الذي دفعت اليه دفعا ..ولاأدري لماذا لاتصارح الثورة جمهورها حتى الآن وتقول حقيقة نهاية رحلتها واحتمال رسوّها في لبنان .. فوصولها الى لبنان دليل قاطع على نهاية حلمها باستضافة تركيا وأية دولة مجاورة لأي مناطق عازلة أو ممرات آمنة .. أما تسريب خروج المسكين رياض الأسعد من الأراضي التركية هو في حقيقة الأمر تخلص من عبئه السياسي على الاراضي التركية .. هذا التخلص تغطيه تركيا بمسرحيات تنطلي على بعض الثورجية … ففيما يتم ابغاد رياض الأسعد من تركيا يذهب أردوغان الى معسكر للاجئين ويلتقط بعض الصور التذكارية ويطلق تصريحات الدعم والمساندة القوية .. ثم تخرج لنا المخابرات التركية تسريبا هزيلا يقول انها أحبطت عملية اختطاف للبطل الهمام “رياض الأسعد” ..

فما نمي اليّ من شخص أثق به جدا أن الأسعد قد عرض تسليمه على السوريين في احدى حلقات التفاوض عبر وسيط ثالث مقابل طلب تركي “عزيز للغاية” .. الا أن السوريين أبدوا استخفافا بالعرض وردوا بتهذيب شديد يقصد فيه الاستخفاف والهزء بالقول: “نرجو له طيب الاقامة لديكم ونرجو منكم الاستمتاع بعبقريته السياسية والعسكرية .. وتكتيكاته .. لاعادة بناء الجيش الانكشاري!!..
بالطبع سيضيف الساخرون من أهمية رياض الأسعد بعبارات لاذعة للأتراك من مثل: خلّلوه أو انقعوه .. أو احشوه ..” ..

فالسوريون يعرفون أن الرجل صار عبئا على الأتراك الذين يبحثون عن طريقة للقفز من كل المركب الثوري .. وحسب مصدر تركي “معارض” فقد حمل اقتراح التخلي عن حضانة الأسعد سيناريوهات عديدة أحدها يشبه سيناريو عبد الله أوجلان .. حيث ستدفع السلطات التركية الأسعد لمغادرة تركيا بطريقة أو بأخرى كما حدث مع اضطرار سوريا لترحيل عبد الله أوجلان بسبب الحشود التركية اذ تبيّن أن الاسرائيليين والأتراك كانوا قد أعدوا له فخا عبر ابعاده من ايطاليا الى كينيا حيث الاستخبارات الاسرائيلية .. وماكان الأتراك يحتاجونه يومها هو استخراجه من الحصن السوري المنيع لأنه خارجه واقع لامحالة .. في تفاصيل العرض التركي بشأن الأسعد فان تركيا لن تكون مسؤولة عن حمايته اطلاقا مجرد خروجه منها .. وبعدها يبقى على السلطات السورية اصطياده حسب امكاناتها دون انتظار مساعدة تركية ..

ومارشح من أخبار شحيحة فان الأسعد ليس راضيا تماما بمغادرة الاراضي التركية وقد عبر عن عدم قناعته بهذه الخطوة لأن تركيا شكلت الأم الرؤوم للثورة بشقيها السياسي والعسكري فهي احتضنت المجلس الوطني وبدايات العمل المسلح الفعال .. ولاشك ان نقل العمل المسلح خارج الاراضي التركية سيفقده أهم مظلة وهي هيبة تركيا والناتو بحيث يتمتع الثوار بغطاء لايتوفر في أي مكان حول سورية باستثناء اسرائيل .. علاوة على ذلك فستتردد القوات السورية في ضرب الثوار طالما أنهم في تركيا .. لكن الأسعد تمت طمأنته بأن هذا القرار متفق عليه مع الأمريكيين والحلفاء العرب بدليل زيارة فيلتمان وليبرمان الى لبنان لتنظيم غطاء مماثل أكثر فاعلية (لأن لبنان ربما هو الوجهة الوحيدة الباقية له)..وقيل للأسعد ان شمال لبنان سيتحول الى بنغازي لأن المنفذ البحري ضروري لأي دعم ومساندة وهذا ليس متاحا في المدن الساحلية السورية التي تبين أن الدولة السورية لن تتخلى عنها ببساطة..

وحتى هذه اللحظة لاأملك مايؤكد يقينا مايدل على وصول الاسعد الى لبنان .. لكن لبنان هو وجهة محتملة للثورة السورية المتشردة في بقاع الأرض وتنقلت على كل المناطق الحدودية .. ومغ هذا فلاجدال في أن اختيار لبنان هو الذهاب الى الجحيم .. والسكن في جهنم .. وربما مكان تصفية الحساب .. وسبب ذلك أن تجميع الثوار في لبنان قد ينفع سيناريو منطقة عازلة نظريا ..لكنه سيضع الثوار في أشد حالات الخطر والانحلال .. وتعالوا نقرأ الأسباب:
ان لبنان بلد مكشوف جدا وغير محمي بعد خروج القوات السورية وهو بلد لسياحة كل أجهزة المخابرات في العالم وليس مكانا حصينا استخباراتيا كتركيا .. وستدفع كل القوى رجالاتها الى شوارع شمال لبنان الذي سيكون أكبر مؤتمر لرجال الاستخبارات العالميين الداخلين في اللعبة الشرق أوسطية..المؤيدين للثورجيين والمعادين لهم دون استثناء..وهو بالتالي لن يكون حكرا على الثوار

ثم ان شمال لبنان مكشوف بالميليمتر للسوريين ولديهم خرائط حتى عن أعشاش الطيور في سهل عكار وذلك بسبب تواجدهم العسكري المديد في لبنان ويشاع أنه تم منذ فترة نصب العديد من أجهزة الرصد السرية الروسية في أهم نقاط متوقعة على الحدود .. وسيكون السوريون قادرين على توجيه الضربة الاستخباراتية التي يريدونها اذا ماتجاوز المتمردون حدودهم .. وهم لديهم معاهدات مشتركة أمنية مع الدولة اللبنانية تغطي تحركهم شرعيا مهما ثرثر المستقبل وخالد الضاهر وسمير جعجع ووليد جنبلاط .. خاصة أن روسيا لن تسمح لمجلس الأمن باصدار أي قرار لحماية شمال لبنان ضد حليفها السوري الذي يقوم وفق المعاهدات مع الدولة اللبنانية بحماية نفسه ضد “ارهابيين” يهددون أمنه .. وسيترك المتمردون لرحمة العسكريين السوريين ..

سيكون الضغط السوري بأي شكل كان على شمال لبنان سببا في امتصاص المسلحين السوريين من الداخل السوري الى لبنان للدفاع عما يمكن أن يبدو للجهاديين الأمارة الأخيرة .. وبدل ان يكون لبنان مصدّرا للمسلحين سيكون مغناطيسا يلتقطهم من سورية وان لم يكن كذلك فستتوقف هذه الهجرة للمسلحين بالاتجاه السوري خشية من القضاء على الأمارة الأخيرة لأن سقوطها سيحرمهم من المنفذ الحيوي ومن مخزن السلاح المرسل الى وسط سورية دون المروربالتحكم التركي ..
ان احدى المعادلات التي يحاول البعض طرحها هي مقايضة سلاح الشمال اللبناني “الثوري” بسلاح الجنوب اللبناني “المقاوم” هي مقايضة ليست رخيصة فحسب بل تدل على غباء المساومين والمخططين .. والسبب هو أن السوريين وحلف المقاومة الذين ابتسموا من هذا الطرح لن يقبلوا به لسبب في غاية البساطة لأنهم في غنى عنه بالمطلق ولا ضرورة لهذا التبادل .. فثوار الشمال هم عقد منفرط وتجميع لتناقضات اجتماعية ودينية هائلة (سلفيون وقاعديون واخوان وجهاديون ..) وغير منسجمة بعكس ثوار حزب الله .. كما أن هذه التناقضات هي تجمع لمجموعات معقدة وخليط من بيئات تفتقد الثقاقة والايديولوجيا البعيدة بسبب غياب قيادة ذات نظرة استراتيجية ..فليست القيادة باستطالة اللحى والتحزم بأحزمة الرصاص في الصور التذكارية بل بطول النظر وعمق البصيرة .. وبنوعية المحاربين .. ومحاربو سيارات الدوشكا هؤلاء رأينا نماذجهم وهم يلتقطون الصور التذكارية المقززة وهم يقتلون أسراهم في ليبيا .. لاأخلاق ولاضوابط ولاقواعد بل غرائز وانفعالات بلا حدود على ايقاع نداء الله أكبر .. وهذه المجموعات ان عاجلا أو آجلا ستفتك ببعضها ولديها كل الميول للعنف الداخلي .. فهي مسلحة بكل أنواع السلاح الا الانضباطية وأخلاق المحاربين والخضوع للقانون .. وأهم شيء فقدان الأب الراعي المتمثل في قيادة ميدانية متمرسة .. والاعتماد على تكتيكات رياض الأسعد العسكري الفذ يشير الى أن نهايتها اقتربت عسكريا..

لكن ألا يعرف الأمريكيون وجو ليبرمان وفيلتمان هذه الحقائق؟ واذا كان كذلك فلم يقوم الرجلان بهذه الاستعراضات في الشمال اللبناني؟
الجواب بالطبع هو أن الامريكيين يعرفون هذه الحقائق .. ومن المدهش أنني استقيتها من أحد التحليلات الامريكية .. لكن المثير للاستغراب أن الغاية من تشجيع المنطقة العازلة والفوضى في الشمال هي أمل الامريكيين في استدراج حزب الله وجمهوره للصدام مع هذه الامارة الاسلامية ولذلك بدأ العمل ينشط ضد مؤيدي حزب الله بيد الثورة السورية بالاعتداء على باصاتهم العابرة لسورية .. وحسب آراء متسربة فان “الحلقة السورية لن تكسر انما سنشاغلها بالمزيد من العنف “المتنقل” في الوقت الذي نضطر حزب الله للهجرة الى الشمال لمحاربة الامارة الاسلامية التي ستضربه وتحرجه عدة مرات الى أن يخرج من مكمنه .. وان لم يخرج هو خرج جمهوره للصدام الانفعالي .. وان لم يخرج هو أو جمهوره فان الثوار سيخرجون اليه لاستفزازه .. واتساع النزاع سيحوله الى طائفي يظهر القوى الشيعية والقوات السورية تطبق على المقاتلين السنة في لبنان الذين لامانع من السماح بالتضحية بهم لان ذلك سيحول لبنان وسورية حتما الى وجهة الجهاد ورحلات المجاهدين الاسلاميين الذين اطلقهم الربيع العربي من أقفاصهم من تونس وحتى مصر وازدهار الحروب الدينية .. وهذه هي المهمة الحقيقية للثورة التي صنعتها الجزيرة ومؤسسات هنري ليفي وراشد الغنوشي .. وهي الاصطدام مع كل القوى العسكرية التي تقاتل اسرائيل .. فاسرائيل تقاتل أيضا بذراعها الجديد الثوري وقفازات “الحرية” .. وتبدو عملية تمرير اسرائيل الى الذهن السوري فاقعة ويظهر ترويج مذاقها ونكهتها عبر مغازلات كثيرة بدأت ببسمة قضماني ومرت بالبيانوني وخدام وانتهت الى الدواليبي .. والكل يريد أن يقول: الشعب يريد اسرائيل.

دونيس نجم المهرجان الدّولي التاسع للشّعر لمدينة غرناطة

أ
2012-05-09

غرناطة ـ من محمّد محمّد الخطّابي: قال الشاعر الكوري ‘كيم كيدونغ’: ‘إن مدينة غرناطة قصيدة كبرى’، ويؤكّد هذا الشاعر وسواه من الشعراء في الماضي والحاضر أنّ غرناطة هي مدينة الشعر والأدب والإبداع بدون منازع، كل ركن من أركانها يبدو وكأنّه عالم سحري رومانتيكي حالم، حافل بالأساطير والخيال.
يفوح بعطر الشعر، وعبق التاريخ ،فقد كانت هناك دائما صلة وثقى بين هذه المدينة وبين الشعر، وقصر الحمراء ،وجنّة العريف، وفيدريكوغارسيا لوركا من العلامات البارزة التي تؤكد هذه الحقيقة ناهيك عن ماضي المدينة الزاهر إبّان الوجود العربي بها، حيث إزدهرت مختلف أنواع العلوم والمعارف، وفنون القول والإبداع وفي مقدمتها الشعر والموسيقى، وها هي ذي جدران الحمراء تقف شامخة شاهدة على ذلك، إنّها تحفل بالعديد من القصائد الشعرية الرقيقة، لابن زمرك، وابن الجيّاب، ولسان الدين ابن الخطيب وسواهم من الشعراء الأندلسيين المجيدين، الذين نقشت أشعارهم على جدران هذه المعلمة الحضارية والعمرانية الرائعة ،كما كانت تعلق قديما قصائد أصحاب المعلّقات أو المذهّبات على الكعبة، وقصائد شعرائنا الأندلسيين ما زالت موجودة إلى يومنا هذا ماثلة أمامنا وأمام الفيض الهائل والكبيرمن الزوّار الذين يتقاطرون على ‘الحمراء’ كل يوم من كل صوب وحدب، من مختلف أصقاع العالم.
صولجان الشعر
بناء على هذه البدهيّات على ما يبدو، إنطلقت فعاليات المهرجان الدّولي التاسع للشعر لمدينة غرناطة، بمشاركة العديد من الشعراء من مختلف بلدان العالم .ويعتبرهذا المهرجان من أهم التظاهرات الأدبية والشعرية التي تنظم في إسبانيا منذ تسع سنوات خلت، وهكذا مع مطلع كل فصل ربيع يحجّ الى مدينة غرناطة ما ينيف على عشرة آلاف من عشّاق الكلمة ومحبّي الشعرللاستماع والاستمتاع بما جادت به قرائح الشعراء من مختلف أنحاء المعمورة، ويقول المنظمون إنّ هذا الأمرغير مألوف أو معروف في أوربا ،وبالتالي تتحوّل غرناطة، أو بالأحرى تعود غرناطة لحمل صولجان الشعر من جديد كما كانت عليه إبّان عهودها الماضية المشرقة لتصبح عاصمة للإبداع الشعري في العالم في هذه التواريخ.
وخلال دوراته الثمانية السابقة إحتضن هذا المهرجان الشعري الهام العديد من الكتّاب المرموقين والأصوات الشعرية العالمية المعروفة مثل ‘ديريك والكوت’، و’ماريو بارغاس يوسا’، و’وول سوينكا’و’هيرتا مولير’ من الحاصلين على جائزة نوبل في الآداب، فضلا عمّا ينيف عن مائتي شاعر أو مشارك حضروا خلال هذه المدّة هذا المهرجان الكبيرالذي تنظّمه كل عام مدينة فيدريكوغارسيا لوركا. وفي نفس المكان الذى اغتيل فيه هذا الشاعر، وكذا في منزله تنظم قراءات شعرية، كما تقدّم عروض موسيقية خلال أيّام هذا المهرجان تكريما له ولشعره وعبقريته، ألم يكن هاجس الموت في شعره قويّا زخما؟ أليس هو القائل:
أصوات الموت دقّت
بالقرب من الوادي الكبير
أصوات قديمة طوّقت
صوت القرنفل الرجولي
ثلاث دقات دموية أصابته
ومات على جنب
الحمراء ديوان شعري
هذه التظاهرات الشعرية تنظم كذلك في قصر الحمراء الذي يعتبره المنظمون بمثابة ‘أحد أعظم الدواوين الشعرية التى لم تكتب على ورق أو قرطاس، بل إنّها دواوين مشيّدة على بروج وصروح ذات رونق بهيج التي لم يبن نظير لها في العالم أجمع حتى اليوم’، فضلا عن إقامة هذه التظاهرات في أماكن ومعالم أخرى تاريخية وأثريّة في هذه المدينة العريقة العربية الملامح والروح.
يشرف على تنظيم هذا المهرجان الشاعران الإسبانيان فيرناندو فالفيردي، ودانييل رودريغيس ويحظى بدعم العديد من الجهات الاسبانية الرسمية، والمؤسسات العمومية والخاصة.
من الشعراء المشاركين في هذه الدورة يسطع في البداية إسم الشاعرالسوري الكبير علي أحمد سعيد إسبر (أدونيس) الذى عهد إليه شرف افتتاح الدورة الحالية لهذا المهرجان الشعري بصفة رسمية حيث سيتّم تقديم بعض قصائده المترجمة الى اللغة الاسبانية وستقوم بقراءتها الشاعرة الاسبانية راكيل لانسيروس التي ولدت في مدينة قادس، مسقط رأس الشاعر الاسباني الذائع الصيت رفائيل ألبرتي . وسبق أن شارك في هذا المهرجان قبل إنطلاقه (24 أبريل المنصرم) الروائي الأسباني والقاص المشهور ‘أرتورو بيريث ريبيرتي’ الذي حقق أكبر وأعلى المبيعات لأعماله الإبداعية في اسبانيا في المدة الأخيرة، ويعدّ الشاعر أدونيس الى جانب الروائي الاسباني ريفيرتي، والكاتبة الاسبانية المعروفة’ ألمودينا غرانديس’ من أبرز الشخصيات التي تشارك في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى.
عكاظ الأندلس
ومن الشعراء المشاركين في هذا اللقاء من أمريكا اللاتينية، الشاعران إدواردو لانغاغني، وماريو بوخوركيس من المكسيك، وخورخي غالان (الحائز على جائزتي أدونايس وأنطونيو ماتشادو)، وروكسانا مينديس من السلفادور، وإليانا مالدونادو، وبييداد بونيت، وفيديريكو دياس غرانادوس من كولومبيا، (الحائزة على جائزة بيت الشعر الامريكي)، والشاعر خابييرأوكيندو من الإكوادور، وكارلوس ألداسابال من الأرجنتين . كما يشارك في هذا المهرجان ألبرتو بيرتوني، وإيدين توسي من إيطاليا، ومارك ستراند من الولايات المتحدة الأمريكية (الحائز على جائزة بوليتسروالذي يعتبر من أهم الأصوات الشعرية الناطقة باللغة الإنجليزية في الوقت الراهن)، وعليّ كالدرون من المكسيك، ويشارك في هذا اللقاء الشعري الدولي من المغرب الشاعران المهدي أخريف ومزوار الإدريسي، بالاضافة الى شعراء ينتمون لبلدان عدة، هذا فضلا عن مشاركة العديد من الشعراء الاسبان كذلك.
وقد فاز بجائزة ‘الحمراء’ للشّعر التي تنظّم لأوّل مرّة هذا العام على هامش هذا المهرجان خلال هذه الدورة الشاعرماريو بوخوركيس من المكسيك ،والشاعرة روكسانا مينديس من السلفادور.كما فازت بجائزة فيديريكو غارسيا لوركا الشعرية لهذه الدورة الشاعرة الكوبية فينا غارسيا ماروس، كما ستقام عدّة تظاهرات ثقافية موازية في بعض مدن ومناطق ومنتجعات ساحلية سياحية قريبة من غرناطة، في مقدّمتها مدينة المونييكر(المنكّب) المعروفة بالنزول الشهير لصقر قريش بها ‘ عبد الرحمن الداخل'( 731-789 م) هو وصحبه لأوّل مرّة عندما وصل لهذا الثغر بالذات في شبه الجزيرة الإيبيرية عام 755م فارّا من بطش العبّاسيين.
وستنظم على هامش هذا اللقاء كذلك موائد مستديرة حول العديد من القضايا التي لها صلة بالابداع الشعري والنقد والأدب تحت عنوان: ‘الشعر الاسباني اليوم’ ،فضلا عن مائدة مستديرة أخرى حول موضوع: ‘شعر الشباب الاسباني المعاصر’، وتقديم عدّة كتب ودواوين شعرية.
وتجدر الإشارة في ختام هذه العجالة، أنّه لم توجّه الدعوة لايّ شاعر من شعراء الأندلس في عهدها الزاهر ،وكأنّي بابن سهل الإشبيلي الأندلسي مشاركا أو معاتبا، يشرئبّ بعنقه من على أكمة الحمراء ويطلّ على المشاركين من الشعراء والنقّاد في هذا ‘العكاظ’ الأندلسي ولسان حاله يقول:
كيف خلاص القلب من شاعر
رقت معانيه عن النقد
يصغر نثر الدرّ من نثره
ونظمه جلّ عن العقد
وشعره الطائل في حسنه
طال على النابغة الجعدي

Viedo

http://wmail7.terra.es/cp/ps/Mail/ExternalURLProxy?d=terra.es&u=andalus&url=-1002552812

ملاحظة

لا حظر جوياً على غزة
رأي القدس
2011-03-22

تستغل الحكومة الاسرائيلية انشغال العالم بتطورات الاوضاع في ليبيا لترتكب مجازر دموية في قطاع غزة كان آخرها يوم امس عندما قتلت صواريخ طائراتها ثمانية اشخاص، بينهم ثلاثة اطفال علاوة على اصابة عشرة آخرين على الاقل.
شهود العيان قالوا ان اجساد الضحايا تحولت الى اشلاء بفعل القصف الذي استهدفهم بشكل مباشر بعد قليل من نزولهم من سيارة كانت تقلهم.
الاطفال الثلاثة استشهدوا عندما قصفتهم الصواريخ وهم يلعبون الكرة بالقرب من منزلهم في حي سكني، مما يؤكد ان من اطلقوا هذه الصواريخ تعمدوا قتل هؤلاء بدم بارد وبهدف الترويع والارهاب، فالاطفال لا يطلقون صواريخ على المستوطنات الاسرائيلية، ولا يعملون في مصانع اسلحة.
مجلس الامن الدولي لن يعقد جلسة طارئة لمناقشة هذه المجزرة الاسرائيلية، ولن يصدر قراراً بفرض حظر جوي على قطاع غزة لحماية المدنيين، فلا يوجد نفط في القطاع المحاصر المجوع حتى تتحرك حاملات الطائرات الامريكية الى المنطقة، وتعلن حالة الطوارئ في القواعد البريطانية العسكرية في قبرص، والفرنسية في كورسيكا، او غيرهما.
اسرائيل تستطيع ان تهاجم قطاع غزة او جنوب لبنان في اي وقت تشاء،
فهي فوق كل القوانين الدولية، و’الفيتو’ الامريكي جاهز دائما لحمايتها من اي ادانة او عقوبات دولية.
الطائرات الامريكية من طراز ‘اف15′ و’أف16’ التي يتكون منها السلاح الجوي الاسرائيلي الضارب تتجول في سماء القطاع بكل حرية، وتخرق حاجز الصوت لبث الرعب في قلوب الاطفال والكبار معا، ثم تطلق صواريخها لقتل المدنيين، والاطفال منهم خاصة وكأنها في نزهة.
السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية، ومعه كل الزعماء العرب، لا يعتبرون مجزرة قطاع غزة امرا يستحق الاهتمام، فاذا كانوا لم يفعلوا اي شيء للحصار وقبله العدوان الذي استمر ثلاثة اسابيع في شهر كانون الاول (ديسمبر) عام 2008، وراح ضحيته 1400 شهيد، فهل سيهتمون باستشهاد ثمانية اشخاص في يوم واحد بينهم ثلاثة اطفال؟
شهداء غزة لا أحد يبكي عليهم، فطالما ان هؤلاء يستشهدون برصاص الاسرائيليين وصواريخهم فان النظام الرسمي العربي غير معني بهم، هو معني فقط بالشهداء من فئة ‘VIP’ المرضي عنهم امريكيا وبريطانيا وفرنسيا.
هذا التغول الاسرائيلي لن يقتل الارادة الفلسطينية، ولن يوقف عمليات المقاومة، لان الشعب الفلسطيني لن يفرط بحقوقه، ولن يستسلم لضغوط الارهاب الاسرائيلي، وتنكر الحكام العرب المتواطئين مع هذا الارهاب بصمتهم ولامبالاتهم.
دماء الاطفال الفلسطينيين الذين ذبحتهم الصواريخ الاسرائيلية ومزقت اجسادهم الى اشلاء، هم دليل اضافي آخر على ازدواجية المجتمع الدولي ونفاقه، ولكن هذه الدماء التي سفكها مجرمو الحرب الاسرائيليون بدم بارد لن تزيد الشعب الفلسطيني الا اصرارا على مواصلة نهج المقاومة المشروعة، بعد ان ثبت للعالم باسره من هي الجهة المسؤولة عن نسف العملية السلمية.

ملاحظة

بعد ليبيا هل تطول قائمة المنتظرين العرب للمثول أمام مجلس الأمن
محمد دلبح
2011-03-21

حزن آخر يضاف إلى أحزان الأمة حينما لا يجد البعض من المغلوبين على أمرهم من يدعمهم ويحميهم من قمع السلطة المحلية، الذي أصبح لا حدود له إلا اللجوء إلى المستعمرين القدامى ـ الجدد.
مجلس الأمن الذي لم يحم أبدا الفلسطينيين من بطش ومجازر الاحتلال الإسرائيلي، وكان وزير خارجية ليبيا آنذاك عبد الرحمن شلقم شاهدا على ذلك، عندما كان يواصل الليل بالنهار في كانون الثاني (يناير) 2009 وهو يقود الجهود، باعتباره رئيسا للمجلس لإقناع أعضائه بإصدار قرار لوقف عدوان إسرائيل على قطاع غزة، في وقت كانت كوندوليزا رايس تتحدى الجميع مهددة باستخدام الفيتو، وكانت تمثل حكومة في طريقها إلى الخروج من البيت الأبيض، لكن مجلس الأمن كما يبدو مصمم للتعامل بقسوة فقط مع العرب، حتى محاكم الأمم المتحدة لا تستطيع جلب قاتل إسرائيلي أو أمريكي للمثول أمامها، فقط تلاحق العرب.
وبغض النظر عن منطوق قرار مجلس الأمن 1973، فإن القذافي هو المسؤول عما آلت إليه الأمور، ومن الخطأ الاعتقاد أن ما يقوم به من قتل وتدمير يستهدف الحفاظ على سيادة ليبيا، التي تسبب في أن يلجأ شعبها إلى دول ‘العدوان الثلاثي’ لحمايته، من دون أن يعرف بعد ثمن الحماية.
لم يحسن القذافي التعامل مع ‘مطالب الديمقراطية’ التي رفعها متظاهرو بنغازي، عشية السابع عشر من شباط/فبراير الماضي. فالأسلوب الأمني القمعي الذي مارسه مع المتظاهرين هو الوحيد الذي يحسنه، إذ أن أربعين عاما من حكمه الفردي لم يبن فيه نظاما مؤسسيا، بل جعل الشعب والبلد مخبرا لتجاربه ‘الجماهيرية’.
كما أن خطاب نظام القذافي حول الأزمة، سواء ما جاء على لسان معمر القذافي أو ابنه سيف الإسلام الذي لا يتولى موقعا سياسيا في سلم الحكم والسلطة في ليبيا، إلا إذا أخذنا بوجهة نظر الكثيرين أن من يحكم ليبيا ليس سوى عائلة مالكة تتحكم بمقدرات البلد، وليست على استعداد للتخلي عن الحكم حتى لو كان ثمن بقائها تدمير البلد وقتل الشعب، إذ أنها تسعى إلى أن تصبح سلالة حاكمة لبلد يعج بالفساد والفاسدين.
فخطاب القذافي وابنه يحفل بكل ما يشير إلى القتل والسحل والتدمير، وهو ما أثار المخاوف لدى العالم ـ بغض النظر عن الدوافع الحقيقية لكل دولة من الدول التي دعت إلى التدخل المباشر في الأزمة الليبية.
لم يختر المتظاهرون في ليبيا اللجوء إلى السلاح، في مواجهة آلة القمع الأمنية والعسكرية التابعة للعقيد القذافي وأبنائه، بل وجدوا أنفسهم يملكونه عندما انهارت هذه الآلة في بنغازي وانحاز الكثير من الجنود والضباط إلى صف المتظاهرين الثوار، فأعادت بنغازي أسطورة ‘كومونة باريس’، لكنها كما يبدو اعتقدت أن بإمكانها منعا للانتحار، التمدد خارج بنغازي، خاصة مع انتقال الانتفاضة إلى المنطقة الغربية من ليبيا. ويبدو أنه كان لدى منتفضي بنغازي رهان على إمكانية تفكك نظام العقيد القذافي بفعل التمدد السريع باتجاه الغرب، وساهم في هذا الاعتقاد ما كانت تبثه الفضائيات العربية من تحاليل وأخبار يروجها ‘ليبيون’ عاشوا جل حياتهم في الخارج، يجترون معلومات وروايات الماضي عن وضع العقيد القذافي وخريطة القبائل التي ستثور وتفتك بـ’القائد’ الذي ما ان استجمع قدراته العسكرية ‘التي لا ترحم’ وبدأ عملية انكفاء الثوار المنتفضين المسلحين بدأت الأصوات تتعالى مطالبة بتدخل خارجي، غربي ـ عربي لحماية المدنيين والثوار على حد سواء، ومنعا لمجازر تعد لها ‘سلالة القذافي’ الحاكمة.
لم يعرف عن الدول الغربية ذات التاريخ الاستعماري تمسكها بقيم وأخلاق نبيلة عندما يتعلق الأمر بالخارج، ناهيك عن الداخل، وليست معنية بالدفاع عن المسلمين في الخارج، وقت تلاحق أجهزة أمنها مسلمي بلدانها وتشكك في ولائهم وتعد للعديد منهم مصائد أمنية لإيقاعهم وزجهم في السجون ومراقبة مساجدهم ومراكزهم الثقافية. وحتى عندما قررت هذه الدول بعد لأي التدخل ضد صربيا (يوغوسلافيا السابقة) فقد قامت أولا بشيطنة سلوبودان ميلوسفيتش وشنت غارات تدميرية بهدف تصفية آخر نظام حكم ‘يساري اشتراكي’ في أوروبا الشرقية حليف روسيا، واستبداله بنظام حكم موال للغرب وليس حماية للمسلمين، التي كانت غطاء، خاصة أنهم كانوا يعانون من العسف والقمع والقتل الصربي لهم منذ سنوات. وإلى الآن لم يجر النظر في إمكانية ضم البوسنة والهرسك ذات الأغلبية المسلمة إلى الاتحاد الأوروبي.
النفاق هو ما يميز السياسة الأمريكية والغربية التي تحددها مصالحها ومطامعها الاقتصادية والاستراتيجية في الهيمنة.
في ساحل العاج أزمة طال أمدها نسبيا، طرفاها رئيس منتخب اعترف به العالم ورئيس (سابق) انتهت ولايته بخسارة، لكنه يصر بدعم من الجيش على البقاء في منصبه، ويتعرض أنصار الرئيس المنتخب إلى أعمال عنف وقمع وقتل، ولكن لم تلجأ أمريكا وحلفاؤها إلى مجلس الأمن والفصل السابع واستخدام كل الوسائل لإرغام لوران جباجبو على مغادرة القصر الرئاسي.
كما أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلافا لموقفه بعدم التدخل العسكري ضد أنظمة القمع العربية في تونس ومصر واليمن والبحرين لدعم الانتفاضات الشعبية هناك، بقي يحافظ على موقف كان يفهم منه أنه إلى جانب بقاء حكام تلك الدول، ولكن مع إجراء بعض الإصلاحات السياسية بما يستجيب لبعض المطالب الشعبية. وقال المحلل الاستراتيجي، جيمس تراوب إن أوباما اليوم يمتنع عن نقد سياسة السعودية الداخلية، مخافة خسارة عقود وإمدادات النفط، مضيفا في مقال له في مجلة ‘فورين بوليسي’، ‘إذا سلمنا بصعوبة اتخاذ موقف من الرياض، فماذا فعل أوباما لحلفائه الذين يصارعون عبثا من أجل البقاء في البحرين واليمن؟ لقد اكتفى بدعوة صالح وملك البحرين حمد الى وقف قواتهما عن قمع المتظاهرين’.
وعلى الرغم من لجوء أنظمة الحكم تلك إلى العنف الذي اسفر عن قتل وجرح المئات في كل دولة، فإنه اعتبر أن الحالة الليبية، كما قال مسؤول أمريكي كبير، ‘تشكل الفرصة الأكبر لإعادة النظر في مصالحنا وقيمنا’، مشيرا إلى التغيير الأوسع الجاري في المنطقة، والحاجة إلى إعادة توازن السياسة الخارجية الأمريكية بتركيز أكبر على الديمقراطية وحقوق الإنسان. ولكن في ما يتعلق بليبيا فقد اتُخذ قرار باستخدام القوة الأمريكية المسلحة، إذ أن نظام العقيد القذافي، الذي يستحق الإطاحة به، يشكل ‘نشازا’ إلى جانب سورية في منظومة دول المنطقة الموالية بالكامل للولايات المتحدة.
أما فرنسا التي تزعمت حملة الإطاحة بالقذافي، فإن ساركوزي الذي كان من أوائل زعماء الغرب الذين استقبلوا القذافي بعد ما ساد الاعتقاد بإعادة تأهيـــــله، فإنه يسعى إلى أن تكــــون الإطاحة بـ’ديكتاتور’ ليبـــيا مدخلا مناسبا لشطب فضيـــحة دعمه لـ’ديكتاتور’ تونس زين العابدين بن علي حتى عشية هربه إلى السعودية، التي وجد فيهــــا ملاذا آمنا، وبما يمكنه (ساركوزي) وهو مقبل على انتخابات رئاسية على الأبواب، من رفع شعبيته التي تقول استطلاعات الرأي، انها وصلت حاليا إلى الحضيض.
أما السعودية فإن حماسها للتدخل العسكري الدولي في ليبيا يعكس سياساتها التي تتماشى مع سياسة البيت الأبيض، الذي كان يضع في الحسبان موضوع التدخل العسكري في ليبيا كأحد الخيارات، كما أن اهتمام السعودية ينصب على تشتيت الانتباه عما يجري في البحرين وحتى في اليمن، وإشغال العالم كله في الموضوع الليبي باعتقاد واهم أن النار الليبية لن تصلهم. ولكن من الذي وفر المبرر لكل ذلك؟ إنه نظام العقيد القذافي. غير أن ما هو مطلوب الآن حتى لا تدفع ليبيا مستقبلا فاتورة دول ‘العدوان الثلاثي’ من سيادتها واستقلالها وحريتها ووحدة ترابها الوطني، هو أن يتجه الليبيون من الآن إلى أن يكون المجلس الوطني الانتقالي بمثابة جبهة وطنية متحدة تمثل كل الليبيين الذين صنعوا في الداخل الانتفاضة الشعبية، وأن يكونوا حذرين إزاء من يسعى للسطو على الانتفاضة من ملوثي الخارج حتى لا تتكرر صورة ما يحدث في العراق بعد الغزو الأمريكي العسكري منذ عام 2003.

‘ نقيب الصحافيين العرب في امريكا

ملاحظة

ليبيا بعيون الغرب: اوباما يحتمي خلف الاوروبيين ولا يريد القيادة.. الكل يتعلل بتفويض الجامعة وانتقاد شديد للنفاق العربي
2011-03-21

لندن ـ ‘القدس العربي’: هكذا اذاً، وجد الغرب حربه في ليبيا. ساركوزي سيفوز في ولاية ثانية، ممكن، والصحافة البريطانية وجدت في المناسبة – القصف ان تستعيد الحرب العالمية الثانية ـ بليتز على طرابلس تماما كما ضرب هتلر في الحرب العالمية الثانية لندن، ومع الجذل والتغطية التي اعترت الصحافيين، جاءت دعوات تغيير النظام بل الغزو الارضي.
ومع التقارير المكثفة والكاريكاتير التي تظهر مرة اخرى دولة عربية تضرب بالصواريخ جاء الانتقاد لما سمي ‘النفاق العربي’ الذي حول ملف ليبيا للجامعة العربية ودعم الحظر الجوي والان يستنكر الضربات الجوية الموجعة للنظام الليبي، لكن الاسئلة تظل في المنظومة الاعلامية المتقدمة وقدراتها على التغطية والتحليل اكثر مما هو مشاهد في الاعلام العربي هي مسألة ‘الحرب الدعائية’ التي دعت ‘اندبندنت’الحرص على خسارتها.
وفي نفس الصحيفة عاد روبرت فيسك ليذكرنا بضحايا الضربة على ليبيا عام 1986 وقصة عائلة فلسطينية فقدت ابنتها في الغارة. وهناك من تحدث عن نهاية النظام الليبي ولكن من سيخلفه؟ فقد اثبتت المعارضة اللييبية ضعفها عسكريا وسياسيا. والاهم من ذلك ماذا يريد الغرب وامريكا تحقيقه من الضربات الجوية، فقد اعلن مايك مولن انه من الممكن السماح للقذافي بالبقاء في السلطة حالة عدم سقوطه. ويبدو ان الصحافة الامريكية انشغلت بالموضوع هذا خاصة ان رئيسها كعادته اختار القيام بجولة له في امريكا اللاتينية وشوهد وهو يلعب كرة القدم. ففي تحليل لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ قالت ان كل المداولات العسكرية ضد ليبيا فشلت في الاجابة على سؤال واحد: هل الهدف من العمليات هو حماية الشعب الليبي من القذافي ام تحقيق ما اكد عليه الرئيس باراك اوباما قبل اسبوعين من ان على ‘القذافي الرحيل’؟ واشارت الصحيفة الى تصريحات مايك مولين ‘نحن لا نسعى للاطاحة بالقذافي’، لكن الصحيفة ترى ان تصريحات مولين تعبر بوضوح انه مهما كانت النوايا البريطانية والفرنسية والامريكية من وراء الضربات الجوية فانها قد تهدد النظام.
وهنا تتساءل الصحيفة قائلة ان هناك مخاطر من ان الزعيم الليبي قد لا يطاح به من خلال الضربات الجوية، مما يطرح اسئلة حول المصادر الامريكية وحلفائها معها من اجل معركة طويلة. وقالت ان عملية الضربة لم تتحقق الا بعد عشرين يوما من بداية الازمة وخلالها استطاع القذافي دحر المعارضة التي وصلت لاطراف طرابلس الى معقلها الاخير في بنغازي.
وقالت ان الضربات عندما جاءت دمرت دفاعات القذافي وجعلت المعارضة تقوم باعادة تنظيم نفسها. ويبدو في تصريحات المرشح للرئاسة السابق جون ماكين ان هناك امل في سحق القذافي فقد قال وهو من دعاة ضرب الاخير ‘آمل ان لا تكون متأخرة’، مشيرا الى ان عملية اتخاذ القرار جاءت متأخرة.
ويعتقد المحللون وحتى مسؤولون في الادارة الامريكية ان جهود اخراج القذافي من السلطة كان من الممكن ان تكون سهلة لو سارعت امريكا لاتخاذ الخطوات مبكرا.
وتقول مع ان الرئيس اوباما عندما قال ان القذافي فقد شرعيته للحكم لكن قرار الامم المتحدة لم يشرع العملية لإزاحته عن السلطة ولكن لتقليل الاضرار على المدنيين من كتائبه.
وتظهر تصريحات المسؤولين الامريكيين، العسكريين والسياسيين، عدم وضوح في الهدف فرئيس الكونغرس دعا اوباما بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة الامريكية ان يوضح للكونغرس وللشعب الامريكي وللقوات المسلحة طبيعة المهمة في ليبيا. وترددت الاسئلة في كل اروقة صناعة القرار الامريكي حول العملية:حماية ام اطاحة؟.
وايا كانت النتائج فان الضرر على القذافي قد حدث مما يعجل بنهايته: لا دفاعات جوية، قوات برية دمرت وخطوط الاتصال والتزويد سيتم قطعها. ولكن المشكلة في البقاء في الحكم، فان هذا يعني فشلا في السياسة الخارجية الامريكية وفشلا للامم المتحدة. ومن هنا حذر ستيفن هادلي مستشار بوش للامن القومي ان الهدف المحدود للعملية مآله الفشل.
وقال مهندس حرب العراق انه لا يرى ما وراء استراتيجية اوباما. وقال ان قرار مجلس الامن لا يشرع عملية الاطاحة بنظام القذافي كما ان الادارة الامريكية تظل مترددة في الانخراط بشكل كامل في العملية العسكرية وقيادة الهجمات.
ومن هنا دعا بعض الصقور في الادارة من اجل ان تقود امريكا العملية كما بدا في تصريحات النائب الجمهوري ليندسي غراهام الذي عبر عن قلقه من جلوس امريكا في المقعد الخلفي، فيما انتقد عدد من النواب الديمقراطيين خطوة اوباما لاصدار امر عسكري دون الرجوع الى الكونعرس. وجاء هذا النقد من النواب الليبراليين في الحزب الديمقراطي الذين قالوا ان اوباما تجاوز صلاحياته.
وعلى الرغم من تردد الادارة الامريكية في دعم الثورات العربية والثوار الليبيين الا ان مستشار اوباما للامن القومي توماس دونيلون قال ان ليبيا تختلف عن البحرين والدول العربية الاخرى التي تشهد انتفاضات لان الجامعة العربية هي التي طلبت التدخل العسكري.
ونفس الامر يقال حول الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي الذي اندفع للتدخل في ليبيا وجر معه عدداً من الدول الاوروبية مدفوعا بالفشل في دعم الثورتين التونسية والمصرية وتحت ضغط من اللوبيات والاصوات التي علت منها صوت ‘المفكر’ اليهودي برنار هنري ليفي.
وتقول ‘نيويورك تايمز’ ان ما ادى الى دعم ساركوزي في محاولته لتحشيد الدول الاوروبية هو التراجع السريع لقوات الثوار التي خسرت كل مواقعها في الغرب وتمترست في بنغازي.
وترى ‘نيويورك تايمز’ انه على الرغم من المقارنات التي عقدت في مجلس الامن ودعاة الضربة العسكرية بين كوسوفو والبوسنة الا ان الوضع مختلف في ليبيا. وقالت الصحيفة ان الموقف الفرنسي المتشدد اشتمل على محاضرات للاخرين القاها الان جوبيه على الاخرين والذي عاب على الديمقراطيات الغربية ضعفها لانها تسمح للديكتاتورية بالبقاء. وقالت ان عدداً من قادة الناتو عبروا عن حنقهم من الطريقة التي تصرف فيها ساركوزي حيث قام باستقبال القادة الاوروبيين وكأنه في حفل استقبال في وقت كانت قوات الثوار تتراجع.
واشارت واشنطن بوست الى ما اسمته غياب الاهداف وهو ما قاله هوارد ماكينون، رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الذي عبر عن قلقه من غياب الاهداف الواضحة للعملية.
واهتمت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ بما اسمته المعايير المزدوجة في الرد العربي على ليبيا. وقالت ان هناك مخاوف من ان التدخل الغربي في ليبيا قد يؤدي الى اشعال المشاعر الاسلامية المتطرفة، خاصة انه سينظر الى الضربات على انها صورة من التدخل الامبريالي في دولة عربية.
وقالت ان القذافي على الرغم من عدم تعاطف الشارع العربي معه الا ان الحشد ضد العمليات الغربية قد تعطيه نوعا من الشرعية لنظام يحاول التخلص من معارضة ثارت ضده.
ووصفت الصحيفة ان هذه صورة عن النفاق في السياسة العربية، ففي الوقت الذي كانت فيه القوات السعودية تتدخل في البحرين لقمع المتظاهرين قام مجلس التعاون الخليجي الذي تقوده السعودية بشجب عمليات القذافي ضد الثوار واتهمته بقتل المدنيين. ونقلت الصحيفة عن محام بحريني قوله ان الموقف الخليجي يعبر عن معايير مزدوجة مشيرا الى ان الحكومات في المنطقة ديكتاتورية تريد حماية مصالحها. فيما اتهمت جماعات اسلامية الحكومات العربية بانها شجبت القذافي من اجل استرضاء الغرب.

صالح والسعودية

وقالت الصحيفة ان ليبيا اصبحت الجانب المظلم للربيع العربي، مشيرة الى ان العقيد القذافي كان هدفا سهلا لتحويله لرمز للشر، نظرا لتاريخه المتقلب، ومن هنا وجدت الانظمة العربية من خلال شيطنة القذافي غطاء من اجل دعمها للضربة العسكرية.
ويبرر محللون عرب ان التدخل العسكري ضد القذافي هو اهون الشرين لان البديل كان حربا اهلية في ليبيا. ومع الدعم العربي وخوف الانظمة الديكتاتورية خاصة السعودية من انتشار عدوى التغيير اليها الا ان هذه الانظمة التزمت بالصمت وهي ترى الطائرات الفرنسية والبريطانية والامريكية وهي تقصف طرابلس، ولم تعلن الا قطر عن مشاركة علنية في الجهود ضد ليبيا.
وقالت ان القذافي شجب في معظم العواصم العربية خاصة الرياض وابو ظبي لكن الدول الخليجية صمتت على معاملة علي عبدالله صالح – الرئيس اليمني للمتظاهرين ولا حتى البحرين، وترى الصحيفة ان اليمن والبحرين بلدان مهمان للاستراتيجية الامريكية اكثر من ليبيا على الرغم من النفط في هذا البلد.
وعلى الرغم من اللهجة الانتصارية والدعوات للتدخل بريا حيث فرق محللون في معسكر بين وضع جيوش على الارض لمساعدة الثوار وبين الاحتلال الا ان هناك مخاوف بدت في بعض التعليقات الصحافية مما اسمته التوتر بين المسؤولية الاخلاقية لحماية المدنيين ومساعدة الثوار للاطاحة بنظام القذافي.
وهي القضية التي برزت في افتتاحية ‘الغارديان’ التي اشارت الى التردد العربي الان بعد يومين من القصف وتصريحات امين عام الجامعة العربية، عمرو موسى، وقالت ان ما بدا وكأنه تردد عربي قد يعني تراجعاً في الدعم العربي للعمل العسكري، وقالت ان الدعم العربي ضروري، لانه هو الاساس الذي اقام عليها كل من ديفيد كاميرون- رئيس الحكومة البريطانية، وساركوزي واوباما مزاعمهم من ان العملية تحظى بدعم عربي واقليمي. وقالت ان تصريحات عمرو موسى ما هي الا اشارة لمحدودية القرار الذي صمم لحماية المدنيين.
وقالت ان التوتر بين مفهوم الحماية ودعم الثوار يتزايد يوما بعد يوم مشيرة الى ان الضربة الاولى للعملية جاءت بعد قيام طائرات ميراج فرنسية بقصف رتل تابع لقوات القذافي كان متجها الى بنغازي. وترى الصحيفة انه في ظل السيناريو الذي حددته الضربات ان القوة الان تحولت من القذافي الى صالح الثوار، مما يعني ان الثوار سيتجهون نحو طرابلس ويحاصرونها وقد يؤدي الحصار الى ثورة شعبية تنهي حكم القذافي وسيكون هذا جيدا لو حدث، لكن ماذا لو صمدت قوات القذافي وقاتلت ولم تثر طرابلس؟ هل يعني هذا ان تبقى القوات التابعة للثوار خارج المدينة فيما تقوم الطائرات البريطانية والفرنسية بتوفير الحماية لهم مما يعني ضرب المدنيين في طرابلس؟ في ظل هذا السيناريو سيبقى القذافي في السلطة، هذا في حالة وقف اطلاق النار.
وتحدثت عن معضلة الحملة على ليبيا، حيث قالت ان لا احد من الشركاء في العملية مستعد لقيادة الحملة، فالامريكيون يختفون وراء الاوروبيين والكل يعتمد على الجامعة العربية، وايا كان الحال فان كل دولة اشتركت في الحملة ستتحمل المسؤولية والتي قد لا تنتهي كما يرغب الجميع. حتى سوزان رايس التي كانت مستشارة لكلينتون اثناء مذبحة راوندا حيث قالت للراديو الوطني ‘اختار ان اتحدث بصوت عال على ان اصمت’ لكن ليبيا ليست رواندا.
بالنسبة لصحيفة ‘التايمز’ فالدول المتحالفة بدأت بداية جيدة ولا رجعة امامها حسب افتتاحية ‘ديلي تلغراف’. وتعدد ‘التايمز’ عددا من الاوصاف البشعة ضد القذافي من المجنون الى الشرير وقاتل شعبه.
وتبرر الصحفية الضربة على قواته قرب بنغازي بانها رد فعل على خرق القذافي لوقف اطلاق النار. والاهم من ذلك في افتتاحية الصحيفة ان الواحد لا تنقصه الادلة كي يثبت ان القذافي فاقد شرعيته دوليا وامام شعبه وخرقه لاطلاق النار دليل على هذا.
ومن هنا فان الطريق نحو الاطاحة بات واضحا ومبررا. وترى مثل بقية الصحف ان الطريقة المثلى لتغيير النظام يجب ان تكون على يد الليبيين وبحراسة دولية لهم. ولكن معضلة المعارضة انها يجب ان تتعلم الانضباط والجرأة على تحدّي النظام في اشارة لتراجعها امام قواته قبل التدخل الدولي.
وحذرت ‘ديلي تلغراف’ من خطر التردد العربي الذي بدا في تصريحات عمرو موسى وامكانية تحول الدعم الى غضب عربي على التدخل الخارجي، داعية حلف الناتو للانتباه. وتخشى الصحيفة من وحدة التحالف الذي ضم العرب وترى ان نقطة ضعفه هي امريكا التي لم تظهر نواياها قائلة انه من الصعب قراءتها، كما انه لا يعرف حجم ‘التضحيات التي التزم هو وكاميرون بتقديمها من اجل الاطاحة بالقذافي’، ومعها فكرة واضحة عن ليبيا فيما بعد القذافي ومن سيقود البلاد.
وترى انه يجب الان التفكير في الوجه القادم لما بعد المعركة وعدم التركيز كثيرا على العملية العسكرية التي تجري بنجاح ترى الصحيفة انه يجب الثناء فيها على كاميرون الذي بدا كزعيم دولة يستحق الاحترام.
من جهتها عبرت ‘اندبندنت’ التي تحدثت بصراحة عن دعمها للتدخل ‘الليبرالي’ عن قولها بان مزاعم النظام من وقوع قتلى بين المدنيين ( 48 قتلوا) و ( 150 جريحاً)، والارقام هذه التي قدمها لا يمكن التحقق من صحتها. وذكرت بان الوضع نفسه حصل عندما اتهمت قوات الناتو عام 1999 بقتل مدنيين عندما عاقبت نظام صربيا.
وقالت ان الاخيرة استخدمت الارقام من اجل حشد كل الصربيين ضد النظام، ولم تنفعه الارقام وسقط بشكل عملي. وترى ان وضعا كهذا يحدث في ليبيا لكنها حذرت من تأثير الحرب الدعائية للنظام على العالم العربي، خاصة في ضوء تصريحات عمرو موسى والانتقاد الروسي والصيني ودعوة الاتحاد الافريقي لحل افريقي للازمة.
ودعت الصحيفة الغرب الى تقرير مصير العملية ومتى تنتهي من خلف الاضواء خاصة ان العملية ومحدوديتها قد تؤدي لبقاء القذافي في الحكم او تقسيم البلاد. وبدون هذا التفكير فان الغرب سيجعل من الوضع في ليبيا اسوأ بدلا من حله.
ولهذا حذر تحليل في نفس الصحيفة من ان النزاع في ليبيا لديه قابلية لانتاج كارثة مثل العراق وافغانستان، خاصة ان الدول الغربية لن تجد شريكا حقيقيا للحكم. وقال ان القيادات المحلية التي تظهر في هذه الظروف هي تلك التي تتحدث اللغة الانكليزية بطلاقة وتجد راحة في التعامل مع امريكا، ومثل العراق فان العامل النفطي في ليبيا لديه احتمال انتاج اوتوقراطية فاسدة.
وقال التقرير ان الليبيين الطامحين للتقدم للقيادة خلال الفترة القادمة سيراكمون اموالا كثيرة. ومع ان التحليل يرى ان القذافي سيهزم سريعا الا ان من سيحلون محله لن تكون لهم سلطة بل الدول التي ساعدت في الاطاحة به، ولن يمضي الوقت قبل ان يكتشف العالم العربي كما اكتشف في الحالة العراقية وافغانستان نفاق القوى هذه وانها كانت مدفوعة بمصالحها الذاتية.
وهي نفس الدوافع التي تقف وراء حماس ساركوزي وكاميرون الذي يريد اثبات سلطته وسوزان رايس التي تريد التطهر من عقدة رواندا واوباما الطامح لولاية ثانية.

ملاحظة

المعارضة الليبية بين شرعية حركتها ولا شرعية استنجادها بالغرب / ابو علي حسن

التاريخ: 1432-4-16 هـ الموافق: 2011-03-21 04:27:58

مع انتصار الثورتين التونسية والمصرية كان المشهد دراماتيكياً في أحداثه ومساره وتداعياته, حيث تسمر المواطن العربي أمام المحطات الفضائية ليرى على من ستدور الدائرة..! وإلى أين ستهب رياح التغيير, إلا أن عاصفة قوية فاجأت المواطن العربي حين ضربت نظاماً عربياً لم يكن مرشحاً قبل غيره بالسرعة التي حدثت, حيث كانت الأنظار متجهة إلى غير النظام الليبي.

فقد أطاحت المعارضة الليبية في أقل من 48 ساعة بمدينة “بنغازي”…المدينة الثانية من حيث الوزن والأهمية والسكان..وبدت المعارضة كما لو أنها في أحسن حالاتها..حيث سقطت أكثر من مدينة في قبضتها, قبل أن يلمع السلاح في يدها.

وفي المقابل ظهر القذافي في أضعف حالاته..وأكثر توتراً..وأقل اتزاناً..وأبعد ما يكون عن استيعاب الدروس..وسقط في امتحان الحكمة والسياسة والكياسة..وأشبع معارضيه وشعبه بالشتائم..وعظائم الأمور..وأقسم على الانتقام في كل شارع وزنقة..مما أفقده رأياً عاماً محلياً وعربياً ودلياً.

إلى هنا كانت الأمور تسير بشكل طبيعي لمسار الحركة الشعبية الليبية..إلى أن بدأ التوظيف الإعلامي المكثف والمنحاز يأخذ أبعاداً تخيلية..وأكاذيب وفبركات سياسية وميدانية..وانتصارات وهمية..وظهر أن انتصار الثورة الليبية قاب قوسين أو أدنى..وأن طرابلس على خط السقوط في يد الثوار…وفي مقابل ذلك كان التوظيف والضخ الإعلامي ضد القذافي يأخذ منحاً تحريضياً واضحاً..عبر الحديث عن المجازر والحرائق التي تفوق التصور..والإبادة البشرية..والدعوات إلى إنقاذ ليبيا من نيرونها القذافي.

وهنا أصبح الإعلام الموجه له أجندته الخاصة..التي تخدم سياسات إقليمية ودولية..لقد سقطت المعارضة الليبية في الامتحان الثوري..حين فشلت في توظيف دروس ثورتي ومصر وتونس في الميدان..برغم الخصوصية الليبية كنظام ومعارضة ودولة.

سقطت حين أعلنت عن انتصارات وهمية..وحين أعلنت عن نفسها بديلاً عن النظام والدولة بكل مكوناتها…قبل انتصارها الناجز..فأعلنت ورفعت علماً خاصاً بها..”كان علم ليبيا في عهد أدريس السنوسي”..وشكلت مجلساً انتقالياً مؤقتاً…وأعلن عدداً من السفراء والدبلوماسيين استقالاتهم وانضمامهم للثورة الليبية…وأعلن عدداً من العسكريين تمردهم وانفصالهم عن الجيش..وبدا المشهد انقلاباً سياسياً وعسكرياً بامتياز..وليس حركة شعبية احتجاجية سلمية ضد النظام..وبدأت المعارضة تبحث عن الاعتراف بها بديلاً عن النظام القائم..ووجدت المعارضة ضالتها في فرنسا التي بادرت بالاعتراف بها فوراً…وسارعت المعارضة الليبية إلى طمأنة الغرب بشأن النفط واستمرارية العقود..كما لو أنها تريد أن تستجدي الغرب وتحل مكان الدولة.

وفي زمن قصير تغير المشهد الشعبي الذي رأيناه في الساعات والأيام الأولى ليحل مكانه مشهداً فيه السلاح والرصاص والدبابات المستولى عليها وحتى الطائرات..والرجال الثوار المرتزقين والمتوشحين بأحزمة الرصاص.

لقد كان مشهداً جديداً ونقيضاً لمشهد الثورة التونسية والمصرية..حيث كان هدف الثورتين إسقاط النظام سلمياً..بقوة الدفع الجماهيري..ووقع الإرادة الشعبية..وليس بقوة السلاح..أما في ليبيا فالمعارضة ضيقت على نفسها حدود المناورة واللعبة السياسية مع النظام الذي أراد منذ البداية أن يواجهها بالسلاح..فلجأت إلى قوة السلاح وسقطت أمام ما أراده القذافي…فأصبحت أسيرة لعبته وتكتيكته دون أن تدري.

ولم تحسب جيداً ما يملكه النظام من قوة السلاح والعتاد والجيش والسلطة..حيث اعتقدت أن الجيش سينقسم ويتفتت وينتهي دوره…في حين كان عليها أن تستميل الجيش أو تحيده…ليكون لاحقاً إلى جانبها كما كان جيش مصر وتونس…مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك خصوصية لتركيبة الجيش في ليبيا غير خصوصية الجيش المصري والتونسي..كيف يمكن أن يكون الجيش إلى جانب المعارضة الثورية وهي تطلق النار عليه ولو دفاعاً عن نفسها..!! فقد أطلق رجال الأمن والشرطة التونسية والمصرية النار على المتظاهرين..وسقط مئات الشهداء..لكن الحركة الشعبية كان ناظمها الشعار السلمي..ورائدها الإطاحة بالنظام..وليس الإطاحة بالدولة..فكسبت الجيش إلى جانبها وتحول من الحياد إلى حامي للثورة الشعبية.

لقد خسرت المعارضة الليبية منذ البداية حياد الجيش حين حملت السلاح وحين كان هدفها الإطاحة بالنظام والدولة معاً..بل أرهقت نفسها وأرهقت معها الجماهير المؤيدة لها…وأصبحت معركتها تحرير مدن وليس تحشيد الشعب..إن هذا الوضع قد أوصلها إلى أن تواجه المأزق وجهاً لوجه حيث تداعى الخطأ ليصنع أخطاء أخرى..فأقدمت على طلب الحماية من بطش القذافي ونظامه..وطلبت التدخل الدولي بحجة “حماية المدنيين” وطالبت بالاعتراف بها..وهنا نقلت معركتها مع النظام من المستوى المحلي والشعبي إلى الإطار الخارجي والدولي والعربي..وبدت كما لو أنها تستعين بالغرب ومجلس الأمن والجامعة العربية على النظام الليبي..وهذا قد يكون سببا في مقتلها في المستقبل حتى لو انتصرت بعصا الغرب.

وثمة أخطاء أخرى..رافقت هذا التداعي وأوقعت المعارضة الليبية في الشبهه والمأزق..وهي أن جامعة الدول العربية قد وقعت في الخطأ التاريخي عندما وجدت أن سلاحها ليس في يدها إنما في يد مجلس الأمن..فوجهت له دعوة التدخل وأجازت الحظر الدولي على ليبيا..!! لقد تمخض الجبل فولد فأراً…العجز لا يولد عجزاً فحسب إنما يولد طلباً للاستعمار…!!! لعلها السقطة الأشنع في تاريخ الجامعة العربية التي تشكلت لأجل الدفاع عن الحياض العربي..لتتحول إلى مستقدم للاستعمار تحت مسميات مجلس الأمن وحماية المدنيين…ولم تكلف نفسها أن تفكر كيف تحمي المدنيين بقوات عربية خالصة…وبسلاح عربي وإرادة عربية…لكنها لجأت إلى صيغة التوافق على الخطأ وضرب السيادة الليبية التي قد تنتهك لعشرات السنين بعد أن أصدر مجلس الأمن قراره المشؤوم بفرض الحظر الجوي..وإجازة الضربات العسكرية..ولاحقاَ بعد أن ضربت البوارج والطائرات الغربية والأمريكية الأرض الليبية والإنسان الليبي سواء أكان موالياً أو معارضاً…ولن تقف الأمور عند هذا الحد من التدخل..إنما سوف يتحول هذا التدخل إلى عملية ابتزاز وتوظيف ونهب لخيرات ليبيا على حساب شعبها الذي يدفع دماؤه ثمناً لحريته اليوم.

الجامعة العربية لم تستطع أن تفرق بين النظام الليبي وبين سيادة الدولة الليبية..!! إنها سابقة سوف يبنى عليها غداً على دول عربية أخرى بطلب أو بدون طلب الجامعة العربية وبدون مجلس الأمن, لقد خانت الجامعة العربية ميثاقها..وعروبتها..وتحولت إلى عبء على الأمة لا حامياً لها.

واليوم تحولت معركة القذافي ونظامه ليس ضد المعارضة الليبية ومطالبها المشروعة في الحرية والكرامة والعدل والمساواة..إنما ضد الغرب وعملاؤه…أليس هذا مشهداً لم يكن ينتظره المواطن العربي التواق إلى التغيير..أليس هذا مشهداً قد أضر بالحركة الشعبية الليبية وشوه غاياتها وأهدافها النبيلة…وأفقدها بريقها ونقاؤها الثوري.

الم يحول هذا المشهد القذافي ونظامه إلى ضحية المؤامرة والعدوان الأمريكي والغربي وليس ضحية نظامه الاستبدادي والآيل إلى السقوط أصلاً.

ثمة مشهد عربي قادم…فنحن في قلب الأعاجيب…انتظروا

· عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

ملاحظة

الحراك الشعبي العربي بين الانطلاق والاحتواء:/د. خالد محمد صافي

التاريخ: 1432-4-17 هـ الموافق: 2011-03-22 00:59:06

يبدو أن الحراك التي تشهده الساحات العربية من المحيط إلى الخليج يشهد مرحلة خطرة ربما تحرفه عن مساره الصحيح. فنحن ندرك تماماً أن الأنظمة العربية القائمة قد استنزفت المقدرات العربية البشرية والمادية لأكثر من نصف قرن، وأن الأنظمة القائمة قد جاءت إلى الحكم عبر انقلابات عسكرية رفعت شعارات رنانة سرعان ما تبخرت على أرض الواقع. وظهر جلياً أن هذه الأنظمة لم تكن سوى امتداد الهيمنة والنفوذ الأجنبي. وقد حكمت هذه الأنظمة شعوبها بالحديد والنار، ومنعت النشاط الحزبي، وقضت على إمكانية قيام مجتمع مدني سليم، يؤسس لتجربة ديموقراطية سليمة.

وصادرت هذه الأنظمة حريات شعوبها خوفاً من تفسخ الجبهة الداخلية أمام إسرائيل. ومع ذلك فإن هذه الأنظمة قد فشلت سياسياً وعسكرياً، ولم تحقق أي انتصارات لا سياسية ولا عسكرية ولا حتى إعلامية أم الكيان الصهيوني، بل هي من هرولت لإقامة اتفاقيات ومعاهدات، وتطبيع رسمي بينما الشعوب التي قهرت تحت ذريعة مقاومة الكيان قد صمدت أمام التطبيع الشعبي مع الكيان الصهيوني المغتصب. ولذلك جاء هذه الحراك الجماهيري ليعيد الأمل إلى الشارع العربي، وليبرز بشكل جلي أن الشعوب لا تموت، وأنه قد يطالها النعاس حيناً والنوم حيناً أخراً لكن لابد من فجر جديد. وقد نجحت الشعوب في هبتها وفي إزالة رأس الهرم ولكن لكي تنجح أي ثورة لابد تحقيق هدفين: إكمال مرحلة الهدم أي تقويض النظام القائم بأحزابه ومؤسساته وأركانه لأن من شأن عدم تحقيق ذلك الإبقاء على جيوب النظام السابق، وإعطائها الفرصة ربما للنهوض من جديد للالتفاف على الثورة وربما حرفها عن مسارها وإجهاضها. أما المرحلة الأصعب فهي معركة البناء. ففي اعتقادنا أن معركة البناء أصعب من معركة الهدم لأن ذلك يتطلب وعياً كاملاً وحقيقاً بالتغيير، وبأهدافه، واستراتيجيته، وأدواته، ووسائله، وشخوصه. ولذلك لابد من يقظة مستمرة لتحقيق أهداف الثورة وعدم الالتفاف عليها. وهذا بالتأكيد يتطلب طليعة قيادية واعية ومخلصة تستطيع قيادة الجماهير والتأثير عليها، والبقاء قريبة منها خوفاً من أي انتكاسة للثورة.

وهنا يمكن القول أن المنطقة العربية قد تشهد ميلاد مرحلة نهضوية تخرج العالم العربي من الحلقة المفرغة لدعوات الإصلاح على مدار أكثر من قرنين. وأن تكون حركة النهضة مبنية على أسس سليمة باعتبارها تستمد شرعيتها من الجماهير، وأن تتبلور نخبة تقود عملية التغيير. هذا التغيير الذي يجب أن ينطق من واقع الأمة، ومن روح العصر الذي تعيشه. فلا يجوز أن تقود الثورة أو الثورات جماعات سلفية ربما تنقلنا من عصرنا إلى عصور سحيقة تحت شعار العودة إلى سيرة السلف الصالح. فالإنسان الصالح في رأينا هو من يجيب على تحديات عصرهم. فصحابتنا كانوا عظام في عصرهم لأنهم فهموا عصرهم وواجهوا تحديات. ولذلك يمكن أن نستلهم من تجربتهم ولكن حذارى من الوقوع في عملية الاستنساخ لأن الزمان مختلف والمشاكل والتحديات مختلفة. ولذلك يجب علينا ألا نقع فريسة لشعارات لا تجد طريقها لأرض الواقع كونها تنطلق من منهج النقل لا العقل. ولذلك هناك خشية أن تقطف الحركات الإسلامية هذا الحراك الدائر تحت شعارات زائفة. ولاسيما وأنها تحسن فن الاتصال مع الغير لوضع نفسها في خدمته باعتبارها البديل القوي القائم.

كما يجب عدم إقامة أنظمة جديدة تهدف إلى استنساخ تجارب الغرب. فالبيئة العربية لها خصوصيتها الثقافية والمجتمعية. لأن نقل تجارب الآخرين واستنساخها تعني عملية نقل قسرية للمكان. فنكون هنا قد وقعنا في خطأ كبير على غرار عملية نقل الزمان التي تم الإشارة إليها أنفاً. ومن هنا فلا بد لكي ينجح هذا الحراك وأن يشكل تجربة نهضوية جديدة أن ينطلق من فهم الواقع وإشكالاته. وأن يشكل حالة استجابة لتحديات. وأن تشكل الفترة الماضية درساً نتعلم منه حين استكانت الشعوب وتركت القادة يسرحون ويمرحون ويبذرون مقدرات بلادهم. واكتفى الشعب بالهتاف حيناً والبكاء والنواح حيناً. فالتحديات كبيرة وحل المشاكل القائمة لن تكون بعصٍ سحرية أم مصباح علي الدين. فهناك تحديات داخلية وخارجية يجب مواجهتها. وأن الأماني شيء ومعالجة الواقع ضمن أسس علمية ومنهجية سليمة شيء أخر. وهناك فرق كبير بين الرغبات والقدرات. حيث يجب معرفة هذه القدرات جيداً ومعرفة كيف توظف في عملية التغيير. وهنا يمكن أن تشكل التحديات عملية استفزازية مستمرة لمواجهتها والتغلب عليها.

كما يجب أن ندرك جيداً أن هذه الثورات ولكي تكون ثورات وطنية وقومية تخدم الشعوب التي قامت بها يجب أن تحذر من حرف هذه الثورات. وعدم السماح بالتدخل الأجنبي لأن التدخل الأجنبي له أهدافه وأطماعه. وقد يغلف مصالحه وأهدافه كما علمنا التاريخ بأغلفة وشعارات إنسانية. وهذا ما يدفعنا للشعور بالخشية على التجربة الثورة الليبية، فمع إدراكنا بثقل وطأة النظام الليبي على شعبه لأكثر من أربعين عاماً، وتوظيف مقدرات البلاد في مغامرات عديدة، وفي تحويل ليبيا ببترولها وأرضها وشعبها لخدمة القذافي وعائلته، ونجاحه في جر شعبه إلى حمل السلاح الذي يمتلك منه الكثير، فإنه لا يمكن القبول بتدخل أجنبي حتى لو تم ذلك في إطار حماية المدنيين، وتحت شعارات إنسانية لا تصمد أمام حقائق الواقع التي تقول أن المستهدف هنا هو النفط الليبي. كما أن قدوم التدخل الأجنبي تحت غطاء جامعة الدول العربية يبرز إلى درجة كبيرة وهن الجامعة العربية والنظام الرسمي العربي، وعجزها عن مواجهة المشكلات العربية وحلها في إطار عربي بدل ترك الساحة للتدخل الأجنبي بأطماعه التي لا تخفى على أحد.

ولذلك هناك خشية أن يتم حرف الحراك الشعبي العربي عن مساره، والابتعاد به عن منابعه الأصلية الحميدة والمجيدة باتجاه خدمة النفوذ الأجنبي في المنطقة ولكن كما يقال بـ “نيولوك جديد”. ولذلك على قيادة الثورة الليبية ممثلة بالمجلس الانتقالي ألا تستسهل النصر والاعتراف من خلال التدخل الأجنبي، بل من خلال الصمود والتضحية، والتحلي بإرادة الشعب لأن إرادة الشعب هي الكفيلة بتنحية النظام وكنسه إلى مزابل التاريخ دون الحاجة لفتح البلاد أمام أجندات أجنبية لا تهدف إلا إلى تحقيق مصالحها واستمرار هيمنتها على المنطقة. فلذلك على الجماهير العربية أن تكون يقظة وساهرة على انجازاتها، وألا تسمح بحرفها عن مسارها. فانطلاق السباق ليس هو النصر وإنما الصمود حتى النهاية وتحقيق الفوز هو النصر.

ملاحظة

Somos cada vez más

“ARTÍCULO DE ARTURO PEREZ REVERTE”

Hay un problema laboral del colectivo de controladores aéreos que afecta al 1,2% de la población española (600.000 personas) y casi todos saltáis como energúmenos pidiendo hasta el linchamiento de ese colectivo cuando el día anterior hacen otra reforma del sistema laboral más restrictiva, quitan los 420 euros de ayuda a 688.000 parados que están en la ruina y anuncian cambios drásticos a peor en la ley de pensiones que afectan al 80% de la población y nadie se indigna ni dice nada. ¿Sois idiotas?

Estáis pidiendo a gritos al Gobierno que se apliquen medidas que quitan el derecho a la baja laboral, a los permisos retribuidos y a las horas sindicales, sacar militares a la calle ¿sois idiotas?

Estáis leyendo que mintieron en los vuelos de la CIA, en el caso Couso, que González era la X del GAL, que gente del PP cobraba de la trama Gürtel, que hay políticos que cobran más de 230.000 euros al año, pero que nos cuestan más de 3 millones de euros, que la corrupción en la política no es excepción, sino norma, que ellos mismos se adjudican el derecho a cobrar la jubilación máxima con pocos años en las Cortes y a nosotros nos piden 40 de cotización, banqueros que consiguen del gobierno medidas duras contra los trabajadores y que tenían que estar en la cárcel por delitos demostrados de fraude fiscal y no decís nada, os quitan dinero para dárselo a esa gente que cobra cientos de miles de euros año, especula con nuestro dinero, defrauda a Hacienda y seguís callados ¿sois idiotas?

Tenéis una monarquía que se ha enriquecido en los últimos años, que apoya a los poderosos, a EEUU, a Marruecos y a todo lo que huela a poder o dinero, hereditaria como en la Edad Media ¿sois idiotas?

En Inglaterra o Francia o Italia o en Grecia o en otros países los trabajadores y los jóvenes se manifiestan hasta violentamente para defenderse de esas manipulaciones mientras en España no se mueve casi nadie ¿sois idiotas?

Consentís la censura en los medios de comunicación, la ley de partidos, la manipulación judicial, la tortura, la militarización de trabajadores sólo porque de momento no os afecta a vosotros ¿sois idiotas?

Sabéis quién es toda la gentuza de las revistas del corazón, futbolistas supermillonarios pero jamás escucháis a nadie como Saramago o Chomsky u otros mil intelectuales veraces y comprometidos con vuestros problemas ¿sois idiotas?

Si mucha gente responde sí, aún nos queda un poco de esperanza de conseguir acabar con la manipulación de los políticos y poderosos.
Si la mayoría contesta no, entonces estamos jodidos.

EL GOBIERNO: Ha bajado el sueldo a los funcionarios, suprimido el cheque-bebé, congelado las pensiones y reducido la ayuda al desempleo, (EL PARO), para afrontar la crisis que han generado los bancos los políticos y los especuladores bursátiles.

Nos gustaría transmitirle al Gobierno lo siguiente:

Dediquen su empeño en rebajar LA VERGÜENZA DEL FRAUDE FISCAL,que en España se sitúa alrededor del 23% del P.I.B. (10 puntos por encima de la media europea) y por el que se pierden miles de millones de €uros, fraude que repercute en mayores impuestos para los ciudadanos honestos.

TENGAN LA VERGÜENZA de hacer un plan para que la Banca devuelva al erario público los miles de millones de euros que Vds. les han dado para aumentar los beneficios de sus accionistas y directivos; en vez de facilitar el crédito a las familias y a las empresas, erradicarlas comisiones por los servicios bancarios y que dejen de cobrar a los españoles más humildes €30.01, cada vez que su menguada cuenta se queda sin saldo. Cosa que ocurre cada 1º de mes cuando les cargan las facturas de colegios, comunidades, telefonía, Etc. y aun no les han abonado la nómina.

PONGAN COTO a los desmanes de las empresas de telefonía y de ADSL que ofrecen los servicios más caros de Europa y de peor calidad.

ELIMINEN la duplicidad de muchas Administraciones Públicas, suprimiendo organismos innecesarios, reasignado a los funcionarios de carrera y acabando con los cargos, asesores de confianza y otros puestos nombrados a dedo que, pese a ser innecesarios en su mayor parte, son los que cobran los sueldazos en las Administraciones Públicas y su teórica función puede ser desempeñada de forma más cualificada por muchos funcionarios públicos titulados y que lamentablemente están infrautilizados.

HAGAN que los políticos corruptos de sus partidos devuelvan el dinero equivalente a los perjuicios que han causado al erario público con su mala gestión o/y sus fechorías, y endurezcan el Código Penal con procedimientos judiciales más rápidos y con castigos ejemplares para ellos.

INDECENTE, es que el salario mínimo de un trabajador sea de 624 €/mes y el de un diputado de 3.996, pudiendo llegar, con dietas y otras prebendas, a 6.500 €/mes. Y bastantes más por diferentes motivos que se le pueden agregar.

INDECENTE, es que un profesor, un maestro, un catedrático de universidad o un cirujano de la sanidad pública, ganen menos que el concejal de festejos de un ayuntamiento de tercera.

INDECENTE, es que los políticos se suban sus retribuciones en el porcentaje que les apetezca (siempre por unanimidad, por supuesto, y al inicio de la legislatura).

INDECENTE, es que un ciudadano tenga que cotizar 35 años para percibir una jubilación y a los diputados les baste sólo con siete, y que los miembros del gobierno, para cobrar la pensión máxima, sólo necesiten jurar el cargo.

INDECENTE, es que los diputados sean los únicos trabajadores (¿?) de este país que están exentos de tributar un tercio de su sueldo del IRPF.

INDECENTE,es colocar en la administración a miles de asesores = (léase amigotes con sueldos que ya desearían los técnicos más cualificados)

INDECENTE, es el ingente dinero destinado a sostener a los partidos y sindicatos pesebreros, aprobados por los mismos políticos que viven de ellos.

INDECENTE, es que a un político no se le exija superar una mínima prueba de capacidad para ejercer su cargo (ni cultural ni intelectual).

INDECENTE,es el coste que representa para los ciudadanos sus comidas, coches oficiales, chóferes, viajes (siempre en gran clase) y tarjetas de crédito por doquier.

Indecente No es que no se congelen el sueldo sus señorías, sino que no se lo bajen.

INDECENTE, es que sus señorías tengan seis meses de vacaciones al año.

INDECENTE, es que ministros, secretarios de estado y altos cargos de la política, cuando cesan, son los únicos ciudadanos de este país que pueden legalmente percibir dos salarios del ERARIO PÚBLICO.

Y que sea cuál sea el color del gobierno, toooooooodos los políticos se benefician de este moderno “derecho de pernada” mientras no se cambien las leyes que lo regula.
¿Y quiénes las cambiarán? ¿Ellos mismos? Já.

Juntemos firmas para que haya un proyecto de ley con “cara y ojos” para acabar con estos privilegios, y con otros.

Haz que esto llegue al Congreso a través de tus amigos.

ÉSTA SÍ DEBERÍA SER UNA DE ESAS CADENAS QUE NO SE DEBE ROMPER, PORQUE SÓLO NOSOTROS PODEMOS PONERLE REMEDIO A ESTO, Y ÉSTA, SI QUE TRAERÁ AÑOS DE MALA SUERTE SI NO PONEMOS REMEDIO, está en juego nuestro futuro y el de nuestros hijos.

¿DONDE ESTÁ LA GENTE? QUE LEVANTAN MASAS PARA EL FÚTBOL Y NO PARA DEFENDER NUESTROS DERECHOS.

Pues SI, SI que somos IDIOTAS. Nos han atontado y nublado la mente. Nos han metido el miedo en el cuerpo y mas adentro. Pero nuestra hipocresía no tiene límites, por un lado lamentamos lo que está pasando en los países árabes y sin embargo no nos preguntamos quien ha mantenido durante tantos años a esas dictaduras: NOSOTROS, el mal llamado primer mundo.
Y por último grito !!! VOLVAMOS A LA PESETA ¡¡¡ estoy harto de depender de las exigencias y directivas de otros países tan hipócritas como nosotros.

Un saludo
Antonio Carmona